238

غيره ، وانما سمى : قرآنا لأنه يجمع السور ويضمها ، وقيل : لأنه جمع القصص ، والأمر ، والنهي ، والوعد ، والوعيد ، والآيات ، والسور بعضها الى بعض.

وهو : مصدر ، كالغفران والكفران ، يقال : فلان يقرأ قرآنا حسنا ، اي : قرآئته حسنة.

وفي الحديث : القرآن جملة الكتاب ، والفرقان : المحكم الواجب العمل به.

ثانيها : انه مشتق من القرى ، بمعنى الضيافة ، لأن القرآن مائدة الله للمؤمنين.

وللمصباح هاهنا كلام مشتبه المراد ، لأنه ذكر القرآن في مادة :

(قرى) الناقص اليائي ، ولكن ظاهر كلامه : انه مشتق من قرأ مهموز اللام ، بمعنى : التلاوة ، وهذا نصه : قرأت ام الكتاب في كل قومة ، وبام الكتاب ، يتعدى بنفسه وبالباء ، قراءة ، وقرآنا.

ثم استعمل القرآن اسما ، مثل الشكران والكفران ، واذا اطلق انصرف شرعا : الى المعنى القائم بالنفس ، ولغة : الى الحروف المقطعة لأنها هي التي تقرأ نحو : كتبت القرآن ومسسته.

وثالثها : انها مشتق من المقارنة ، لما قورن فيه اللفظ الفصيح بالمعنى الصحيح.

ورابعها : ما فى الاتقان ، نقلا عن قطرب ، انه انما سمى قرآنا : لأن القارىء يظهره ، ويبينه من فيه ، اخذا من قول العرب : ما قرأت الناقة سلاقط ، اي : ما رمت بولد ، اي : ما اسقطت ولدا ، اي :

Shafi 240