237

والمقام من هذا القسم ، لان الاستار تلائم الصور الحسنة ، والوجوه المليحة ، فتأمل.

(وقد جرينا في هذا) اي : في تعيين ان التشبيه وما يتعلق به ، من اي اقسام الاستعارة ونحوها ، على نحو ينطبق (على اصطلاح المصنف) فقط.

لا على وجه ينطبق على رأي الجميع ، ونحن بينا بمقدار الحاجة : تفصيل المقام ، خوفا من فوت الفرصة ، لانها تمر مر السحاب ، وحذرا من ان لا يساعدنا التوفيق : لشرح كل في محله ، فاذا ساعدنا التوفيق لذلك ، نفصله بحول الله وقوته كمال التفصيل ، مع ما في كل واحد منها من القال والقيل انشاء الله تعالى .

(والقرآن) فيه وجوه ، بل اقوال اشتقاقا ومعنى :

احدها : انه مصدر كالغفران والشكران ، من قرأ بمعنى : جمع فوزنه (فعلان) ، وهو : (بمعنى مفعول)، كما قالوا : ان اللفظ بمعنى : ملفوظ ، والخلق ، بمعنى : مخلوق.

ثم (جعل) بحسب الاشتراك اللفظى ، كما في المعالم تارة (اسما) اي : اسم جنس (للكلام المنزل على النبي ص)، وعليه : يطلق القرآن على المجموع ، وعلى السورة ، وعلى الآية ، بل وعلى حرف واحد منه ، ان كان المراد من الكلام : معناه اللغوي.

وتارة اخرى : جعل : علما للمجموع الشخصي المعين ، الذي اوله الفاتحة ، وآخره المعوذتين ، فيصدق على السورة مثلا انها قرآن وبعض القرآن ، بالاعتبارين.

قال في المجمع : هو اسم لكتاب الله خاصة ، لا يسمى به

Shafi 239