============================================================
(2)) 57 1 ربع العبادات ( حتاب العلم ومتى تكبر المتعلم أن يستفيد من غير مرموقي بالتقدم، فهو جاهل؛ لأن "الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها أخذها"(1).
ثم يخضر(2) قلبه، ويجمع همه وففمه، لتستوي أجزاء القلب في تناول العلم استواء الأرض الدمثة في نيل المطر، وليدغ رأيه لرأي معلمه، فإن خطأ المعلم أنفع للمتعلم من صواب نفسه.
وقد نبه الله تعالى المتعلمين بقصة موسى والخضر بقوله: قال فإن أتبعتنى فلا تسعلنى عن شىء حقى أحدث لك منه ذكرا} [الكهف: 70] .
فإن قلت: كيف يمنع عن السؤال وبالسؤال ينال العلم؟
فالجواب: أنه يستأذن في السؤال، ثم يسأل، وقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: إن من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينك، ولا تكثر عليه السؤال، ولا تعنته (3) في الجواب، ولا تلج عليه إذا كسل، ولا تراجفه إذا امتنع ، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض، ولا تفش له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تطلبن عثرته، وإن زل قبلت معذرته، ولا تقولن له: سمعث فلانا يقول كذا، ولا أن فلانا يقول خلافك، ولا تصفن عنده عالما ، ولا تغرض(4) من طول ضحبته، ولا ترفغ نفسك عن خدمته، فإذا عرضت له حاجة سبقت القوم إليها، كأثما هو بمنزلة النخلة تنتظر متى يسقط عليك(5) منها شيء (2).
(1) أخرجه الترمذي (2687)، وابن ماجه (4169)، والقضاعي في مسند الشهاب (52) من حديث أبي هريرة، وإسناده ضعيف جدا، وأخرجه القضاعي أيضا (146) عن زيد بن أسلم مرسلا.
(2) في الأصل: "ايخطر".
(3) أي: ولا تشدد عليه فيه وتلزمه بما يصعب عليه.
(4) أي: لا تضجر.
(5) في (ظ): "عليه".
) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (350)، و"الفقيه والمتفقه" 99/2، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 129/1.
Shafi 57