============================================================
56 52 1 منهاج القاصدين وشفيد الصادقين بعضه، فلا ييقى منه ما يبلغ المزدرع(1)، فإن بقي لم يف بالسقي: وقد كان السلف يؤثرون العلم على كل شيء، فروي عن الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله، أنه لم يتزوج إلا بعد الأربعين(2).
وأهديت إلى أبي بكر ابن الأنباري(2) جارية، فلما دخلت عليه تفكر في استخراج مسألة، فعزبث(4) عن خاطره، فقال: أخرجوها إلى النخاس(5). فقالت: هل لي من ذنب؟ قال: لا، إلا أن قلبي اشتغل بك، وما قدر مثلك أن يمنعني من علمي(1).
وقد أنشدوا: ما للمعيل وللمعالي إنما يسعى إليهن الفريذ الواحد كالشمس تجتاب السماء وحيدة وأبو بنات النعش (4) فيها قاعد الوظيفة الثالثة: أن يلقي زمامه إلى المعلم، إلقاء المريض زمام أمره إلى الطبيب، فيتواضع له، ويبالغ في خدمته، وقد كان ابن عباسي رضي الله عنهما يأخذ بركاب زيد بن ثابت رضي الله عنه، ويقول: هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء (8) .
(1) المزدرع: هو موضع الزرع، والشيء المزروع "القاموس واللسان": (زرع).
(2) مناقب الإمام أحمده للمصنف: 402.
(3) هو محمد بن القاسم بن بشار ابن الأنباري، أبو بكر المقرئ النحوي اللغوي، توفي سنة 328ه، صنف "الوقف والابتدا" و"المشكل". ينظر "اسير أعلام النبلاءه 274/15.
(4) غزيت: غابت وذهبت. "اللسان": (عزب).
5) النخاس: بائع الجواري والعبيد. "اللسان": (نخس).
(2) "تاريخ بغداده 184/3- 185.
(7) بنات نعش: مجموعتا كواكب، كبرى وصغرى، كل منها سبعة كواكب، أربعة منها نعش، وثلاث بناث، والواحد: ابن نعش. قيل: شبهت بحملة النعش في تربيعها. "اللسان": (نعش) .
(8) أخرجه ابن سعد في الطبقات 360/2، والفسوي في المعرفة والتاريخ 484/1، والطبري في الكبير 4746/5، والحاكم في المستدرك 423/3 و428، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (310)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 128/1، وصححه ابن حجر في الإصابة 594/2، والهيثمي في المجمع 345/9.
Shafi 56