============================================================
ربرع العبادات ( كتاب العله الباب الخامس في آداب المتعلم والشعلم آداب المتعلم كثيرة، لكن تنظم تفاريقها تسع وظائف(1) : الوظيفة الأولى: تقديم طهارة النفس عن رذائل الأخلاق ومذموم الصفات، إذ العلم عبادة القلب، وصلاة السر، وقربة الباطن إلى الله تعالى، وكما لا تصح الصلاة التي هي وظيفة الجوارح الظاهرة إلا بتطهير الظاهر عن الأحداث والأنجاس؛ فكذلك لا تصح عبادة الباطن وعمارة القلب بالعلم إلا بعد طهارته عن خبائث الأخلاق وأنجاس الأوصاف.
وخبائث الباطن أهم بالاجتناب من خبائث الظاهر، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب"(2) فكيف يدخل نور العلم بيت القلب المشحون بالهوى والشهوة، والحسد والحقد، والكبر والعجب، وكلها كلاب نابحة؟ لا بل القلب المشحون بهذه الأشياء قلب في الصورة، وكلب في المعنى.
فإن قيل: إنما أزيل رذائل الأخلاق بالعلم، فكيف أرفعها قبل العلم؟
فالجواب: إن الرفع لهذه الرذائل هو العلم بأمر الله، فإذا ارتفعت حصل العلم بالله، فأوجب معرفته.
الوظيفة الثانية: تقليل العلائق الشاغلة، ومتى توزعت الفكرة قصرث عن إدراك الحقائق، فتكون كجدول تفرق ماؤه، فأنشفت الأرض بعضه، واختطف الهواء (1) في (ظ): "اعشر جمل".
(2) حديث صحيح: أخرجه البخاري (3225)، ومسلم (2106)، وغيرهما من حديث آبي طلحة، وتمامه: "ولا صورة"، وفي الباب عن علي وأبي أيوب وأبي أمامة وأبي رافع وابن عمر وابن عباس وابن عمرو وأسامة وبريدة وعائشة وميمونة رضي الله عنهم
Shafi 55