============================================================
منهاج القاصدين وشقيد الصادفين السنتهم بشكره (1) ومدحه، فهو يذهب غمره في العلوم التي تعين على المناظرة، مما لا ينفع في الآخرة، كتحسين(2) اللفظ، وحفظ النوادر.
وتزكية النفس بمدح كلامها، وفرح بمساءة خصمه، فأين الإخاء المتعقد بالعلم بين أهله؟!
قال الشافعي رحمه الله: العلم (3) بين أهل العقل رحم متصل.
وكان الإمام أحمد رحمه الله يقول لابن الشافعي(4) رحمه الله: أبوك من الستة الذين أدعو لهم وقت السحر(5).
وهذه الرذائل لا يكاذ المناظر يخلو من بعضها، وإنما غاية العاقل منهم أن يجاهد النفس في الحاصل منها.
فأما الرعاع(6) من المناظرين فربما خرجوا إلى المجالدة(17) عن المجادلة .
وهذه الآفات المذكورة للواعظ أيضا، ولكل من يطلب علما، إلا من وفقه الله لحسن قضده، وقد قال النبي: "أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه"(8).
(1) في (ظ): لابكثرة" .
(2) في (ظ): "لتحسين".
(3) سقطت من (ظ).
4) هو محمد ابن الشافعي رحمهما الله، أكبر أولاد الشافعي، كان من أهل العلم، وتولى القضاء بالجزيرة وأعمالها، توفي فيها بعد سنة (240 ها. "طبقات الشافعية" للسبكي 71/2 (5) أخرجه السبكي في "طبقات الشافعيةه 72/2.
(6) الرعاع هم سفلة الناس وسقاطهم وغوغاؤهم: "اللسان": (رعع).
7) المجالدة: أن يضرب القوم بعضهم. "اللسان": (جلد).
(8) أخرجه الطبراني في "الصغير" (507)، وابن عدي في "الكامل" 474/3 و269/6، والبيهقي في لاشعب الإيمان": (1778)، والخطيب في "الكفاية" ص 21 - 22، وابن عبد البر في (جامع بيان العلم) 162/1، وأخرجه أبو القاسم الهمداني في "الفوائده 196/1 والبيهقي في "الشعب": (7888) عن ابن عباس، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد": (40)، وأبو تعيم في "الحلية" 223/1 عن أبي الدرداء.
Shafi 54