============================================================
(02) 531 ربع العبادات (حتاب العلم علما علمه الجمه الله يوم القيامة بلجام من تار"(1). وإنما يريد بقوله: لا يلزمني ذكره. أي: في شرع الجدل الذي ابتدعناه.
فأما مناظراث السلف فليس فيها من هذا الجنس، بل كانوا ينتقلون من دليل إلى دليل، ويذكرون كل ما يخطر لهم.
فصل في بيان آفات المناظرة ومذموم أخلاق المناظر واعلم أن المناظرة الموضوعة لقصد الغلبة والمباهاة منبع الأخلاق(2) المذمومة، ولا يسلم صاحب هذه المناظرة من كبر لاحتقار المقضرين عنه، وغجب بنفسه لارتفاعه على كثير من نظرائه، وحسد لمن هو أنظر منه، وحقد على مناظره إذا أحس منه بقلة مبالاة بكلامه، وغيبة يحكي بها من كلام مناظره ما يدل على قصوره. فإن كذب عليه فبهتان، وكراهية لظهور الحق على لسان خصيه. وقد قال الشافعي رحمه الله: ما ناظرني أحد فباليث مع أينا كانت الحجة، فإن (3) كانت معه صرت إليه(4).
ومكابرة(5) على الحق بعد وضوحه، قال الشافعي رحمه الله: ما قبل أحد مني الحجة إلا عظم في عيني، ولا دفعها إلا هان عندي: ورياء(6)، لأن جمهور مقصود المناظر اليوم علم الناس بغلبته، وانطلاق (1) اخرجه أبو داود (3658)، والترمذي (2649)، وابن ماجه (261) وغيرهم من حديث آبي هريرة رضي الله عنه.
وروى عن عبد الله بن عمرو، واين عمر، وابن عباس، واين مسعود، وابي سعيد الخدري، وعمرو بن عبسة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك وطلق بن علي رضي الله عنهم، ولا يخلو إسناذ واحد منهم من مقال، وأجودها حديث آبي هريرة رضي الله عنه.
(2) في (ظ): "للأخلاق" .
(3) في (ظ): "ان".
(4) "مناقب الشافعي" للبيهقي 173/1.
(5) في (ظ): "ولا أكابره" .
(2) في (ظا: لاثم لا يسلم من رياء الخلق".
Shafi 53