============================================================
(22) منهاج القاسدين وشفيد الصادهين بيان التلبيس في تشبيه هذه المناظرات بمشاورات الصحابة ومفاوضات (1) السلف أما التعاون على طلب الحق فمن الدين، إلا أن له علامات، منها: أن لا يشتغل بالمناظرة - التي هي من فروض الكفايات - من لم يتفرغ ين فروض الأعيان، فإنه إن فعل ذلك وزعم أن مقصوده الحق، فهو كاذت، ويكون كمن يترك الصلاة ثم ينسج الثياب ويتجر فيها، ويزعم أن غرضه من ذلك ستر عورة من يصلي غريانا ولا يجد ثوبا، أو كمن توجه عليه رد وديعة في الحال، فقام يحرم بالصلاة فإنه لا يجوز له.
ومنه أن يقصد الحق لا الغلبة.
ويذعن للصواب.
وأن تكون المناظرة في الخلوة أحب إليه من المناظرة في المحافل، وللأكابر الذين يستفاد منهم، لا لمن يظن به العجز فينقطع.
ولا يمنغ مناظره من الانتقال عن دليل إلى دليل، إن كان المقصود إصابة الصواب.
واكثر المجالس اليوم تنقضي في المدافعات والمجادلات، حتى إن المستدل يقيس على أصل بعلة يظنها، فيقال له: وما الدليل على أن الحكم في الأصل معلل بهذه العلة؟ فيقول: هذا (2) الذي ظهر لي، فإن ظهر لك ما هو أوضخ من هذا فاذكره لي حتى أنظر فيه. فيقول المعترض: فيه معان غير ما ذكرت، ولا أذكره لك، ولا يلزمني ذكره. فإن كان لا يعرف معنى فقد كذب بدعواه: أني أعرف (3)، وإن كان صادقا فقد أخفى ما علمه(4) من أمر الشرع عن أخيه المسلم، ل"ومن كتم (1) في (ظا: "ومشاورات".
(2) في (ظ): "هو9.
(3) سقطت من الأصل:.
(4) في (ظ): "عرفه".
Shafi 52