============================================================
47) منهاج القاصدين وففيد الصادهين والطامات. وقد جمعث كتابا في القصاص والمذكرين(1)، وذكرث المحمود والمذموم هنالك، إلا أني أشير هاهنا إلى ذلك، فأقول: من تشاغل بقصص الأؤلين في مجلس وعظه، فليعلم أن أكثر ما يحكى في ذلك لا يثبت، كما ينقلون أن يوسف عليه السلام حل تكته (2)، وأنه رأى يعقوب عليه السلام عاضا على يده، وأن داود عليه السلام بذرق(3) بأورياء حتى قتل(4)، ومثل هذا يضر(5) سماعه، وإن كانت تلك القصة (6) من مجاهدات الرهبان فأكثر ما ينقل عنهم لا يجوز في شرعنا، فيستضو العامي بسماع ذلك؛ لأنه يظن أن مثل ذلك يحتذى، كما يروى آن بعضهم تقب ترقوته(2).
وأما الشطح والطامات فمن أشد ما يؤذي العوام؛ لأنها تشتمل على ذكر المحبة والوصال، وألم الفراق، وعامة الحاضرين أجلاف، وبواطنهم محشوة بالشهوات، وقلوبهم ممتلئة بحب الصور، فلا يحرك ذلك من قلوبهم إلا ما هو مستكن فيها، فتشتعل فيها نار الشهوة، فيصيحون، وكل ذلك فساد، وربما احتوى الشطح على الدعاوى العريضة في محبة الله عز وجل، وربما استشهدوا بقول أبي للشريعة، ولم يذكر هذا اللفظ أئمة اللغة في كتبهم، والظاهر أنها لفظة عامية. "تاج العروس"، و"كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم" : (شطح).
(1) هو كتاب "القصاص والمذكرين" صدر عن المكتب الإسلامي، بتحقيق د. محمد لطفي الصباغ.
(2) التكة: بكسر التاء: رباط السراويل، "القاموس المحيطه: (تك).
(3) البذرقة: الحراسة والخفارة، وبذرق بالرجل: أرسله يقاتل حتى يقتل. "تاج العروس": (بذرق).
(4) يدعي اليهود كذبا أن داود عليه السلام أرسل أوزياء - أحد قادة جنده - إلى الحرب، وتركه يقاتل حتى قتل، ليتزوج زوجته، وهذا من الإسرائيليات الباطلة، التي يجب على المسلم تتزيه سمعه عنها (5) في (ظ): لامضره.
(2) في (ظ): "القضية".
7) الترقوة: بفتح التاء ليس غير، وهو العظم بين ثغرة النحر والعاتق، والجمع: تراقي وترايق، "القاموس المحيط: (ترق).
Shafi 42