============================================================
(4) ربع العبادات ( الباب الثالث: فيما يعده العامة من العلوم المداوم على عبادة ربه، الورع، الكاف عن أعراض المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح لهم قلك(1): ولسنا نعني أن اسم الفقه لم يكن متناولا للفتاوي، ولكن كان بطريق العموم والشمول والاستتباع، وكان إطلاقهم له على علم الآخرة أكثر، فبان من هذا التخصيص تلبيس بعث الناس على التجرد(2) لعلم الفتاوى الظاهرة، والإعراض عن علم المعاملة للآخرة.
اللفظ الثاني: العلم، وقد كان ذلك (3) يطلق على العلم بالله تعالى وبآياته، وأفعاله في عباده، فخصضوه، وسموا به في الغالب المناظر في مسائل الفقه، وإن كان جاهلا بالتفسير والأخبار.
اللفظ الثالث: التوحيد، وقد كان ذلك إشارة إلى أن ثرى الأمور كلها من الله رؤية تقطع الالتفات إلى الأسباب والوسائط، فيثمر ذلك التويل والرضا، وقد جعل الآن عبارة عن صناعة (4) الكلام في الأصول، وذلك من المنكرات عند السلف.
اللفظ الرابع: الذكر والتذكير، وقد قال الله تعالى: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤيين} (الذاريات: 55]، وقال : "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا8 قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: "مجالس الذكر"(5).
فنقلوا ذلك إلى القصص وما يحتوي عليه اليوم مجلس القاص من الشطح(2) (1) في (ظ): "قال المصنف".
(2) تجرد للأمر: جد فيه وتفرغ له دون غيره.
(3) سقطت من الأصل.
(4) في (ظ): ل"اصياغة".
5) أخرجه أحمد 3/ 150، والترمذي (3510)، وأبو يعلى (3442) من حديث أنس، وقال الترمذي حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم 1/ 494 من حديث جابر، والطبراني في (الكبير) (11158) من حديث ابن عباس، فالحديت حسن بشواهده.
() الشطح: هو كلام غير متزن، فيه رائحة رعونة ودعوى، يصدر في حال اضطراب، لا مساغ له في الشريعة، فلا يقبل بحال؛ لأنه صادر ممن لا عصمة له، ولأن ظاهره مخالفت
Shafi 41