============================================================
(26) رع العبادات ( الباب الثالث: فيما يعده العامة من العلوم حيث أنها معرفة ليست مذمومة، ولكنها ليست تصلح إلا للإضرار بالخلق، والوسيلة إلى الشر شر(1)، فلذلك وقع الذم(2).
والثاني: أن أحكام النجوم تخمين محض، فالحكم به خكم بجهل، وإنما تقع الإصابة اتفاقا في بعض الأحوال (2).
والثالث: أنه خوض في فضول لا تغني، وتضييع العمر النفيس بغير فائدة.
وأما السبب الثالث في ذم بعض العلوم: فهو الخوض في علم لا يستقل الخائض فيه به، كتعلم (4) دقيق العلوم قبل جليها، والبحث عن أسرار الإلهية، فإن الفلاسفة والمتكلمين تطلعوا إلى ذلك ولم يستقلوا به، فيجب كف الناس عن البحث عن ذلك، وردهم إلى ما نطق الشرع به، ففيه مقنع، فكم ممن خاض في ذلك فاستضر، وقد يضر العلم بعض الناس، كما يضو اللحم الطفل الصغير(5)، فاقتصر على اتباع السنة، واحذر من البحث عما لا تؤمن عاقبة البحث فيه (2).
واعلم أن الأنبياء كالأطباء، وهم أعرف بالدواء، ورب شاك إلى الطبيب مرض يده اليمنى وصف له أن يعالج اليد الأخرى، فاستبعد ذلك لجهله بانشعاب (1) سقطت من (ظ).
(2) جمهور العلماء على تحريم تعلم السحر، أما ما هو مشتهر على ألسنة الناس لتعلموا السحر ولا تعملوا به" فهو حديث باطل لا أصل له، وهو كذب وافتراء على رسول الله يلة بل الصحيح حديث رسول الله : "اجتنبوا السبع المويقات: الشرك بالله والسحر" الحديث أخرجه البخاري (2766)، ومسلم (89).
(3) ومثل هذا ما هو منتشر بين الجهلة من الناس من سماع وقراءة الأبراج من وسائل الإعلام، وهذه بدعة قبيحة منكرة، يصدق عليها حديث رسول الله: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما آنزل على محمد له وهذا حديث صحيح، آخرجه أحمد في المسند 2/ 429، ورجاله رجال الشيخين. وانظر البخاري (5762)، ومسلم (2228) .
(4) كذا في (ظ) والإحياء، وفي الأصل: "كتعليم".
(5) سقطت من (ظ).
(2) كذا في (ظ)، وفي الأصل: "عنه" .
Shafi 39