============================================================
238/ منهاج القاصدين وشفيد الصادفين الباب الثالث فيما يعده العامة من العلوم المحمودة وليس منها وفيه بيان الوجه الذي يكون به بعض العلوم مذموما وبيان تبديل أسامي العلوم وهي الفقه والعلم والتوحيد والتذكير والحكمة وبيان القدر المحمود من العلوم الشرعية والقدر المذموم منها اعلم أن العلم لا يذم لعينه، إنما يذم في حق الناس لأحد أسباب ثلاثة: الأول: أن يكون مؤديا إلى ضرر، إما بصاحبه أو بغيره، كما يذم علم السحر والطلسمات، وقذ سحر رسول الله ومرض بسببه (1).
والسحر نوغ يشتفاد من العلم بخواص الجوهر بأمور حسابية في مطالع النجوم، فيتخذ من تلك الجواهر هيكل على صورة الشخص المسحور، ويترصذ له وقث مخصوص في المطالع، ويقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر والفخش، ويتوسل بسببها إلى الاستعانة بالشياطين، ويحضل من مجموع ذلك بحكم إجراء الله سبحانه العادة(2) أحوال غريبة في الشخص المسحور، فمعرفة (2) هذه الأسباب من (1) حديث سخر لبيد بن الأعصم لرسول الله حديث صحيح، أخرجه البخاري (5763) ومسلم (2189) وغيرهما، وهذا الأمر لا ينافي العصمة كما يعتقد جهلة الناس، بل هو كأي مرضي، لم يؤثر على الوحي والرسالة، ولا على قلبه وعقله عليه الصلاة والسلام.
(2) من هنا بدأت نسخة المكتبة الظاهرية، وما قبله ساقط، ضاعت أوراقه بما يعادل اثنتي عشرة ورقة، فحسبه بعضهم آنه إحياء علوم الدين، فكتب اثنتا عشرة ورقة من الإحياء، وجعلها في أول الكتاب بدل الأوراق الساقطة، وهي مكتوبة بخط مختلف ونوع الورق مختلف أيضا.
(3) سقطت من (ظ)، وجاء بعدها: (فهذه) بدل: (هذه)
Shafi 38