42

Mawqif Al-Muslim Min Al-Fitan Fi Daw' Hadith Abdullah Bin Amr Radiyallahu Anhuma

موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

Mai Buga Littafi

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Nau'ikan

واستدلوا بأدلة كثيرة أوردها وناقشها الخطابي والغزالي (^١)، ومنها: ١. ما أمر الله ﷾ به من الاجتماع، وما نفي عنه من الافتراق وحذر منه، فقال تعالى ذكره: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (^٢). ٢. وقوله تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ﴾ (^٣)، ووجه الاستدلال حصول المنة من الله لرسوله بالتأليف بين قلوب المؤمنين، ولا يكون التأليف إلا مع الخلطة والاجتماع. ٣. واحتجوا أيضا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ (^٤). وأجاب الغزالي (^٥) عن استدلالهم بقوله: (امتن على الناس بالسبب المؤلف وهذا ضعيف؛ لأن المراد به تفرق الآراء واختلاف المذاهب في معاني كتاب الله وأصول الشريعة. والمراد بالألفة: نزغ

(^١) العزلة: ٥٣ - ٦٠، الإحياء: ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٥. (^٢) سورة آل عمران: ١٠٣. (^٣) سورة الأنفال: ٦٣. (^٤) سورة آل عمران: ١٠٥. (^٥) الإحياء: ٢/ ٢٤٤.

1 / 47