الفصل السابع
حياة اليهود السياسية والأدبية والاجتماعية
تحدثنا في الفصول السابقة عن نشأة اليهود، وهجرتهم، وعصر أنبيائهم وكهنتهم، ونتحدث هنا عن حكامهم وملوكهم بعد وفاة موسى، ونسارع إلى القول بأنه بعد أن ظهر «موسى» في مصر وقاد بني إسرائيل إلى التيه، كما ورد في قصة موسى المعروفة؛ أي بعد مقامهم في مصر 215 سنة، قام حكام بني إسرائيل مقام الملوك إلى أن قام طالوت فكان أول ملوكهم كما جاء في ص19 من الجزء الأول من تاريخ ابن الوردي. أما الحكام فقد وردوا في سفر «القضاة»، والملوك في سفر «الملوك»، وهما سفران من أسفار التوراة الأربعة والعشرين.
ومن هؤلاء: يوشع، وفينحاس، وعثننثال، ولمغلون، وأهوذ، وشمكار، وباراق، ولذعون، وإيمالخ، وبؤاثير، ويفتح، وأبصن، وأيلون، وعبدون عفلون، وشمشون، وغالي، وشمويل، وشاول، وإيش يوشف، وداود الذي ملك أربعين سنة، وتوفي في السبعين إلى أواخر سنة 535 لوفاة موسى، و«سليمان»، وكان عمره 12 سنة. وقد عمر بيت المقدس وجعل ارتفاعه 30 ذراعا وطوله ستين في عرض عشرين ذراعا، وجعل له سوارا امتداده 500 في 500 ذراع، وشيد دار الملك. وفي الخامس والعشرين من ملكه جاءته ملكة اليمن «بلقيس» وأطاعه الملوك. وبعد سليمان تولى ابنه «رحبعم» ثم «بريعم» عبد سليمان، واستقر لولد داود الملك على السبطين فقط وعلى بيت المقدس، وصار للأسباط العشرة ملوك تعرف بملوك الأسباط. وقد استمر رحبعم ملكا للسبطين إلى أن غزا ملكه «شيشان» فرعون مصر، ونهب المال المخلف من سليمان. وبعد رحبعم تولى ابنه أفيسا، ثم إيشا، ويهوشا قاظ، ويهورام، واحزياهو، ويواش ، وأمصياهو، وعزياهو، وآخر، وأشعيا، وحزقيا، ومنشا، وآمون، ويوشيا، ويهوياخين، ويهوياقيم، وبخت نصر «في سنة 979 لوفاة موسى». وقد فتح بخت نصر نينوى المواجهة للموصل، وسار إلى الشام وأبقى «يهوياقيم» بعد غزو الإسرائيليين، ولما عصاه قام بعد يهوياقيم ابنه «يخنيو» مائة يوم، ثم أخذه بخت نصر إلى بابل وأخذ إليها علماء الإسرائيليين، وقام الملك صدقيا، ولما عصى بخت نصر، أحرق هذا بيت المقدس وهدم بيت سليمان وأباد الإسرائيليين. وكانت مدة صدقيا 11 سنة، وهو آخر ملوك الإسرائيليين، واستمر بيت المقدس خرابا سبعين سنة، ثم عمر على يد ملك الفرس دارا، وغزا بخت نصر مصر لرد اليهود الذين هربوا إليها وقتل فرعون وخرب مصر.
يوسف الوارد في القرآن والكتب المقدسة
جاء تحت عنوان «ذكر يوسف» ص36 من الجزء الأول من تاريخ «عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس الوردي المعري الشافعي»، أنه ولد ليعقوب «يوسف» وليعقوب إحدى وتسعون سنة، وفارقه «أي يوسف» وعمره ثماني عشرة سنة، وافترقا إحدى وعشرين سنة، فعمر يوسف، لما توفي يعقوب ست وخمسون سنة، وعاش يوسف مائة وعشر سنين، فمولد يوسف لمضي 251 سنة، من مولد إبراهيم، ووفاته لمضي 361 سنة من مولد إبراهيم. وتكون وفاة يوسف قبل مولد موسى بأربع سنين محققا.
وهنا يروي «ابن الوردي» قصة يوسف المعروفة، ويعنينا منها أن ما يقوله من أنه لما أنقذ يوسف من الجب الذي ألقاه فيه إخوته وبيع «للعزيز» المعين على خزائن مصر «وزارة المالية» من قبل الوليد بن الريان أحد ملوك الرعاة، وكان حب «راعيل» يوسف لجماله وسجن وأخرج وخلف «العزيز» بعد موته.
الأدب اليهودي في أمثال سليمان
عالج «أدولف أرمان» الذي توفي في 26 يونية سنة 1937م علم المصريات الخفاق؛ إذ يرجع إليه وإلى تلاميذه الفضل في كشف القناع عن صفحات تاريخنا وسجل تراثنا العقلي، وفي 12 يونية سنة 1924 قدم إلى المجمع العلمي البروسي كتبه القيمة «مصدر مصري لأمثال سليمان»،
1
Shafi da ba'a sani ba