وكثيرا من نحو هذا ذكره الهادي إلى الحق عليه السلام من تفسيرهم وقولهم، وزهدهم في مذهب أهل البيت، ومودتهم والاشتغال بعلومهم ومعرفة أقوالهم، ولذلك قال بعض علماء أهل البيت عليهم السلام متعجبا ومذكرا: فلا تجد لأئمة آل محمد في كتبهم وتفاسيرهم ذكرا، ولا تسمع لهم في مصنفاتهم خبرا ولا خبرا، وتراهم يذكرون مذاهب جميع من على وجه الأرض من سعيد وشقي، وعدو وولي، ويتركون ذكر ذرية النبي. ومصطفى الواحد العلي كيف وقد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بملازمة الكتاب إلى يوم الحساب، وأخبر أن فيهم العلم والصواب وأنزل فيهم قوله عز وجل: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا))[الأحزاب: 33]. والمطهر من الرجس لا يكون في ذريته زلل، ولا في قوله ميل، ولا في تأويله للقرآن خطل، فلم يكن عز وجل ليطهر من يكذب عليه فيكون من عانده أولى بالحق منه، وهو عز وجل أعلم بالمفسد من المصلح ولو علم الله في هذه الأمة أنهم يقومون مقام أهل بيت نبيه لجعلهم مترجمين لكتابه ولكن ((الله أعلم حيث يجعل رسالته))[الأنعام: 124]. ((والله متم نوره ولو كره الكافرون))[الصف: 8].
Shafi 58