ومن ذلك قول الإمام القاسم بن إبراهيم عليهما السلام في الاغترار بعلماء العامة وتركهم لطلب العلم من أهله ما لفظه: فلما عموا عن حكمة الله في ذلك ورسله وما حكم به سبحانه من أحكام عدله. إلى قوله: ولم يلقوا فيما اشتبه منه من جعلهم الله معدنه فيكشفوا لهم الأغطية عن حكم نوره، ويظهروا لهم الأخفية عن مشتبه أموره الذين جعلهم الله الأمناء عليها، ومن عليهم بأن جعلهم الأئمة فيها، ولما لم يجدوا عند علماء هذه العامة فيما اشتبه عليهم منه شفاء ولم يرجو منه في مسأله لو كانت لهم عنه اكتفاء ازدادوا بذلك إلى حيرتهم فيه حيرة، ولم تزدهم أقوال العلماء فيه بصيرة.
ومن ذلك قول الإمام أبو الفتح الديلمي عليه السلام في البرهان: وقد عمل الناس في التفاسير الأعمال وبلغوا إلى كل غاية ومثال غير أن من فسر بعضه أو كله فسره على رأيه ومذهبه.
ومن ذلك قول جبريل أهل الأرض المرتضى لدين الله محمد بن يحي عليهما السلام فإنه قال: قد قرأنا من تفسير العامة كثيرا فرأيناهم يكثرون الزلل والخطأ، ويقلبون المعاني عن الحق والهدى ، والتفسير فإنما هو لأهله بالتوفيق من الله لهم والمعرفة منه سبحانه فتأولوا ذلك بفضل الله وهدايته وتسديده لأوليائه.
Shafi 57