قال بعض الشيعة الأخيار: واعلم أنها لما رفضت أهل بيت نبيها وعدلت عن طريق أئمتها وهداتها، وجمحت عن طاعتها وسعت في خذلانها وتكثير سواد عدوها عليها اضمحلت الأنباء وعمت الأشياء ، وعشت الظلماء ، وانقمع الضياء ، وهلك الأخيار، وظهر الأشرار، والله المستعان فإن مذهب أهل البيت عليهم السلام أسس على المحن وولد أهله في طالع الهزاهز والفتن، والأيام عليهم متحاملة والدنيا عنهم مائلة.
وحكي عن أصحاب أبى حنيفة أنهم كانوا إذا تكلموا في المسألة عند أبي حنيفة وأرادوا ذكر علي عليه السلام قالوا: قال الشيخ، ولم يفصحوا باسمه خوفا من السلطان، وكان إذا سمى أحد ولده عليا قتلوه، فكيف يظهر علم أهل البيت عليهم السلام مع طول المدة من دولة بني أمية إلى آخر دولة بني العباس والى يومنا هذا، فإنهم على هذه الأحوال مع أنه بحمد الله لإقامة حجج لم يطف لعلومهم مصباح، ولم يخف لهم صباح، علومهم في كل وقت ضاحكة الرياض عذبة الحياض، أنيقة الأزهار طيبة الأثمار.
Shafi 59