============================================================
الاقليد الرابع عشر في الشرح عن معاني الخالق والباري والمصور قال الله تعالى: { هو الله الخلق البارئ المصور).1 فمعنى الخالق أنه أبدع الأشياء كلها بذواتها وصورها، لا من شيء. ومعنى البارئ أنه أبدع الأشياء بذواتها معراة من صورها، وإن كان لا ئتوهم وجود شيء معرى من صورته. ومعنى المصور أنه أبدع الصور[58] قائمة بغير موادها، وإن كان الوهم لا يسبق إلى الإحاطة لقوام صورة، لا مادة لها. فهو خالق بمعنى مؤيس الشيء وصورته معا. وهو ما تضمنته الطبيعة إلى أقصى مواليدها.
وبارئ بمعنى مؤيس2 الأيسيات3 بلا صورة. وهو إبداعه العقل الأول، أصل كل ايس،4 معوى من الصورة. ومصور بمعنى مظهر الصورة بلا مادة. وهو إبداعه النفس بواسطة العقل، أصل كل صورة روحانية وجسمانية، وهي الصورة المجردة المستغنية عن المواد في فص جوهريتها. فأما عند نظرها إلى معلسولها، وهي الطبيعة، فإنها تظهر صورها في موادها الطبيعة. وتلك الصورة التي هي فص حوهريتها التأبيد الذي يقصل بأؤلياء الله المخلصين. فليس لأحد مع الله، تعالى ذكره، في هذه الفضائل الثلاثة شركة.
1 سورة الحشر 24:59؛ وبقية الآية: له الأسمآء الحستنى يسبح له ما في السملوات والأرض وهو العزيز الحكيم).
كما في ز وحاشية ه: [في نسخة]. وكان "مؤيس2 ساقطا من ه، ثم أضيف في الحاشية مشارا بظ" أي [الظن].
كما في ز، وفي ه: للمؤيسات.
كما في ز. ه:ليس.
Shafi 92