============================================================
الاقليد السادس والخمسون في أن الخلقة غاضتة في البشر حتى لم يفقه شيء منها البتسة إما لزم البشر عبادة الخالق، جل جلاله، من أجل أنه هو الذي احتسوى على جميع الخلقة من البسيط والكثيف. ولم يبق وراءه شيء لم يحتو عليه إلا المبدع الحق.
فلزمه الخضوغ والتعبد له. وما دون البشر من المخلوقين، فإنما هم على ضربين: ضرب تحته، وضرب فوقه.[214] فأما الذين هم تحته، فما حصرثه الطبيعة. وأما الذين هم فوقه، فما اعتوره العاقل. والذي يحصره الطبيعة مما دون البشر، فلا يمكنهم عبادة الخالق الا من جهة التسخير لظهور منفعتها، كالموجود من تسخير الشمس والقمر، وسائر الكواكب في مسيرها وجركاتها ليكون منها الاستحالة في الاسطقسات.1 وكتسخير الاسطقسات" بالتسخين والتلطيف والتركيب والتكثيف، ليتكون منها المواليد. وكتسخير المواليلي، بعضها لبعض، كتسخير المعادن للنبانت، وكتسخير النبات للحيوان، وكتسخير الحيوان للبشر، ليتم به مصلحة العالم الطبيعي.
فأما أن يكون لهم من التسبيح والتقديس، فليس في جبلتهم ما يمكنهم ها سبيح المبدع وتقديسه. فالتسبيح إذا حيوانيا غلبيا، والذي اعتوره العقل مما هو فوق البشر، فلا يمكنهم عبادة الخالق إلا من جهة التسبيح والتقديس العلمي. وليس في وسعهم عبادة الخالق من جهة التسخير. فأما البشر فقد احتوى على جميع الخلقة. فأمكنه عبادة خالقه من جميع الوجوه والجهات، إذ هو في جميع حالاته المختلفة لأداء الصلاة يؤدي الحالين حميعا، حال التسخير والتقديس . لأنه إذا قام في صلاته فانحى وكما صتاه وفي النسختين: الاستقصات.
" كما صححتاه وفي النسخحتين: الاستقصات.
263
Shafi 263