257

============================================================

يخلق من الطين كهيئته، من روحه أو من روح1 سواه، وكلهما ممتنعان؟ ومن ينزل عليه من السماء مائدة بحسمة، عليها أنواع الأطعمة والأغذية التي تغذي الأجساد وتربيها؟ لا يزيد عليه من المعجزات التي بما دوفها، سهل سبيل[208] الإيمان لصاحبه.

فكيف فسح لليهود مخالفته ومكاشفته حي فعلوا به ما فعلوا؟ا بل جميع ما ذكرناه متشابهات تحتها معان، واضحات، وما يعقلها إلا العالمون الذين أخذوا الدين من عترة الني والوصي.

فإن قال قائل: إنا سمعنا هذه الأشياء وسكتنا عن طلب تأويلها، لأنها إذا قرنت بقدرة الله تعالى رفع حجاب الامتناع عنها، وإرخاء ستر الوجوب عليها. لأن قدرة الله تعالى لا يحجبها امتناع، ولكنها أيضا لا تبطل حكمة ثبتت في الخلقة. ولو أنها أظهرت الممتنعات، لبطلت الحكمة الثابتة في الخلقة. وفي إبطال الحكمة إبطال الخلقة. وفي إبطال الخلقة تعطيل الخالق. ألا ترى أن قدرة الله تعالى لم تعمل في تسوية النبوعة بين البشر بأسرهم، بل جعل منهم الني، والقوم المرسل إليهم؟ ولو جحعلهم كلهم أنبياء احتاجوا إلى أن يكونوا كلهم غير متفاوتين، وفي رفع التفاوت عن البشر ظهوره الضرر الذي لا قوام للخلقة معها.

الا ترى كيف أجاب الله القوم الذين استفظعوا1 رسالة البشر من بينهم حيث قالوا: ( أبعث الله بشرا رسولا)؟2 بأن قال في حوابهم: ( قل لو كان في الأرض م لليكة يمشون مطمينين لنزلنا عليهم من السمآء ملكا رسولا))،8 على أن 1 ز: ام روح.

2 ز: بسنح.

4 كما صناه وفي النسختين: معافي.

ز: تعجل.

هز: ظهر، دكما في ز، وفي ه: استقظعوا.

2 سورة الاسراء 17: 94.

سورة الاسراء 17: 95.

257

Shafi 257