============================================================
فيه ليصير طائرا؛1 ومثل نزول المائدة من السماء على قومه، وعليها أطعمة الجنة يأكلوفا." وما أشبة3 ما ذكرناه مما هي مصدره4 في آي القرآن في قصص الأنبياء عليهم السلام.
فإذا عرض الإنسان العاقل اللبيب المميز كل واحد من هذه المتشابهات على عقله لم يسكن إليها. [205] ورأى عنصر الامتناع محيطا بها من جميع الجهات. لأن إضافة القول إلى النمل الذي ليس في الحيوان أخفى حسما منه، وليس له البتة صور محسوس، غير ممكن. ولو كان القول مضافا إلى البعوض في المثل، أو الذباب، أو إلى سائر الهوام الي لها أصوات وطنينات، كان ذلك أقرب إلى الإمكان السارح، إذ قد يجوز لقائل أن يقول: إن سليمان قد رزق من الصفوة واللطافة أن قد وقف بما سمع من طنينات الهواما على قصدهم في الحركات. فأما النمل الذي لا صوت له1 يرد3 على سمعه. كيف وقف على قصده في الحركة؟
وهذا اطلاغ الهذهد على ضمير بلقيس وعقيدتها في معبودها، مما لا يدنو إلى عنصره الإمكان . إذ الحكيم البارع في حكمته ربما تعذر عليه الوقوف على المذاهب الاعتقادات، واحتاج في الاطلاع عليها إلى حيل كثيرة ليمكنه10 بتلك الحيل الاطلاع عليها. وما بال سليمان لما اطلع بإعلام الهدهد إياه على عقيدة بلقيس جعل الهدهد رسولا اليها؟ ألم يكن في مملكته العظيمة، وسلطانه الرفيع، ومتابعة الإنس والجن له، رجل يصلح راجع سورة آل عمران 3: 149 سورة المائدة 5: 110.
راحع سورة المائدة 5: 115-112.
3 ز: اشبهها.
4 كما في [. في ه: مصدرة.
ه في: كما في ز، وهو ساقط من هس " الق لها: كما صححناه وفي النسختين: الذين لهم.
" صتححناه، وفي النسختين: ها.
ز: ليرد.
ه كما في ز، وفي ه: تعتذر.
10 ز: لتمكنه.
Shafi 254