============================================================
المعاني الغامضة والرموزات الحافظة مما هي مسطرة1 في نفوس أمناء الله في أرضه وخلفائه ي دينه. وبالاستكانة والتضروع إليهم يمنون على أوليائهم وأنصارهم ما ها حياة أنفسهم، وضياء أرواحهم، وخلاصهم من الورطات التي فيها أهل الظاهر{ في غمرتهم يعمهون)2 فإن قال قائل: فلم جاء القرآن على نوعين؟ نوع منه "محكم،8 يوقف عليه حين السماع بلا حاجة[195] منه إلى استنباط معانيه المستورة تحته؛ ونوغ منه "متشابة،1 لا يوقف عليه حين السماع، بل يحتاج هذا النوع إلى استنباط معانيه الخفية. والواقفون على هذا النوع هم2 الراسخون في العلم، وهم بالعدد قليل. والواقفون على النوع الأول هم العوام الذين يرجعون إلى الكثرة.
وإن قال قائل: هل في الخلقة دليل على ما ذكرناه من نوع القرآن، وهما المحكم والمتشابة؟ يقال له: لما كان علة التركيب وعلة القرآن علة واحدة، وينبوعهما ينبوغ واحد. ثم وجدت التركيب على نوعين: نوغ منه محكم، قد وقف اكثر الخلق عليه، وعرفوه بأسمائه وصفاته وأفعاله وخواصه، وهو ما يتولد على بسيط الأرض من المعادن والنبات والحيوان. فإن4 كل نوع منها معروفة باسمه وصفته ونعته وفعله وخاصته، ولأي شيء يصلح، وفي أي شيء يدخل، ومع أي شيء يتفق، ومن أي شيء يختلف، كالذهب والفضة والحديد والنحاس، والعنب والتمر والرمان، والإبل والبقر والغشم، والنحم والشجر، وما أشبهها. فلا يخفى على عوام الناس أساميها وصفائها ونعوتها، وأفعالها وخواصها، وموافقتهاه ومنافرتها. فهذا النوغ هي الآيات المحكمات من القرآن التي وقف كما في ز، وفي ه: مسطر.
تضمين من القرآن. (فذرهم في غمرتهم حتى حين). سورة المؤمنون 23: 54، و (في طغينهم يغمهون).
سورة البقرة 2: 15.
3 كما في ز، و3هم2 ناقص في هس ، ز: ذات.
ه ز: مرافقتها.
د كما صححناه، وفي النسختين: بان.
Shafi 243