اوبقوا على ذلك مدة حتى ضعن من محل ضيافته، ورجع إلى مأوى جبايته، فصار يشيع في الباديه ما صنع من الهجاء ويواصلهم بمكاتبه المشحونة بالإذاية ووالعرض لجانبي . ولقد اتفق يوما أن جاءني أبو العباس حميدة الغربي بمكتوب من عننده له ولمن صاحبه لم يفهم مضمونه لاستغلاقه عليه من حيث إنه / تصنع فيه بألفاظ 85 الاريبة اللغة واستعارات فلم يفهمها ولا من شاركه فيها من أهل ناديه المذكور، فأتاني اها لأبين له ما احتوت عليه، فإذا به يلومهم فيما قصروا من إشاعة ما هجاني به ويقول الهم: أنا لم أدخل هذه العهدة إلا من أجلكم ولأجل خواطركم ووعدتموني أنكم اشيعون الهجاء بينكم وتظهرونه في مجالسكم وتعلنون به في كل محافلكم، فإذا أنتم الم توفوا بما وعدتم وقصرتم فيما زعمتم، ويذكر لهم آنه فعل هو ما أوصوه به من اظهار ذلك الهجاء في ناحيته وكشفه لحاشيته وغير حاشيته، ونحو ذلك من معنى اخف قوله الذي يتصنعه لهم ويتمشدق به عندهم، عامله (الله) بنيته، وجازاه على قوله طويته.
ل لم يرع أبو العباس المذكور، وأنا أقرأ عليه المسطور، وأشرحه له شرحا يظهر الخاصة والجمهور، إلا وقد انكشف العوار، وظهر له ما أسروا من الأسرار، فيا لها خجلة أورثت الذل والعار والمسكنة والصغار، فالحكم لله الواحد القهار. فبهت من احينه، وكاد العرق أن يسيل من جبينه، وأقسم بعد ذلك أنه لا علم عنده بما احتوت اعليه البطاقة، وأنه بريء مما نسبه/ إليه ورمى الأمر إلى غيره من أقاربي وغيرهم، فلم 86.
ابال بذلك واعتمدت على الله وتوكلت عليه ووكلت أمورهم إليه وهو خير الحاكمين.
فهذا بعض ما وقع من ترهاتهم وما انطوت عليه أفئدتهم، عاملهم الله أجمعين بما لم منهم امكاتبات علماء المغرب للمؤلف عن خارجية الفاسي ووبعد مدة من مفارقة هذا الشقي وحلوله بوطنه(1)، ورد علي كتاب من بعض فهاء المغرب وذرية صالحيه(2)، وممن يتعاطى الأدب، عرفتي يعقيدة الفاسي (1) لم يصرح المؤلف بالوطن الذي رجع إليه الفاسي، والظاهر أنه يعني به فاس (2) في الأصل (صالحية)، أي أهل الخير والصلاح
Shafi da ba'a sani ba