انع، فأخرجت له قرى(1) ما حضر، ثم انصرف، فألجأني الحال إلى أن رددته بعدما انصرف وأخرجت له بعض شراح التلخيص (2) تكلم على المسألة فنظره وانصرف من عندي إذ ذاك افتداولته(3) أيدي السفهاء وأخرجت كامنه وأبدت دخنه فاحتفل النادي بهم وأظهروا من المناكر بدار أبي العباس المذكور(9) ما لا ينبغي ذكره، وأعلنوا بشرب الخان وجمعوا فئاما(5) من الأشرار، وصاروا يتعاورون وبالخنا يتظاهرون * وربك يعلم اما تكن صدورهم وما يعلنون)(6) و (تراس لشاب)(2) من خالطه في نثرالأشعار، ومذح البندار والمزهر(6) والطار، وذكر سلافة الخمار. وربما ألجأه الحال إلى الاغتباط بها والهج بذكرها والثناء عليها وعلى أهلها، ويبالغ في مدحها ويستظهر على ذلك بأشعار وقعت من الصوفية يذكرون فيها الكأس والدنان والسكر والحان، فيقرل: لولا حسنها 14 ما ذكرها هؤلاء، ولقد / يفهم غير مرة من حاله أنها عنده في أعظم منزلة وأرفع مكانة القاتله الله ما أفتكه وما أبعده عن باب المولى تعالى ! حتى إن لسان الحال ينادي على أسه بمخالفة طريق الشرع ومنابذته.
فلما امتلأت الآذان من قبيح فعله وشاع ما هو عليه من خبيث البطانة وارتداد الباطن، ألجأني الحال إلى النكير عليه وعلى من جالسه، فاحتدت نفوسهم ورماني كلهم بعين اليغضاء مع ما انطوت عليه بواطنهم من الحقد علي والتعرض لإذايتي بما امكنهم ولم يمكنهم إلا بأن هجاني لأهل مجلسه بما يحاسبه الله عليه ويؤاخذ اجريرته دنيا قبل الأخرى، وكثرت محافلهم لما زين لهم من الزخارف، وصاروا افكهون بما نظم لهم من الأشعار، ويعلمونها للكبار والصغار، ولم يراقبوا سطو الملك الجبار، فإنها لا تعمى الأبصار.
(1) يقصد آنه أحضر له ما حضر من الطعام.
(2) كتاب في البلاغة للنطيب القزويني ) أي أحمد الفاسي.
(4) يقصد أحمد الميلي الغربي (2) (فئاما) اي حثالات.
(6) سورة (القصص) الآية 69.
(27) ما بين القوسين لفظ لم نهتد إلى معناه ولعلها (ترأس أو شاب) .
(4) في هامش المتن أنه "هو عود الغناء".
Shafi da ba'a sani ba