امن خاصة البلدة، فصاح صائح من العامة بأبي الحسن علي المذكور، فاتبعه القوم اولوه ولاية القضاء، وهو أمي لا يعرف من أحكامها مبدأ/ ولا منتهى، وبقي مدة على 82/ اذلك إلى أن تراجع الأمر وتبدلت الأحوال فجرى المجرى كجريه أولا، وعزل من ذلك ولازم مسجد الشيخ علي بن مخلوف إلى أن توفي(1) .
41- [التعريف بالسيد أحمد الفاسي] أحمد الفاسي وأمراء العبابسة: وممن تعاطى التدريس رجل يقال له أحمد الفاسي، وهو كاتب لبعض أمرا العرب الذين يقال لهم العبابسة(2)، وهو فصيح القلم حسن الخط جيد العبارة يستعمل الشعر كثيرا والشعر أغلب عليه . وسيرته قصد الأكابر بالمدح لكي ينال من ثوابهم ووكان بالحاضرة(3) قبل مخالطته لمن ذكر، ولازم البادية حين عمل لهم لأن أمراءهم أاهل الخيام . فاتفق أن اجتاز أبو العباس أحمد الغربي المذكور على وطنهم حين قفل امن دار الإمارة، الجزائر المحمية، لبلده قسنطينة، وكان سفره إليها بدعوى من ولاتها الما عرض لهم به مع أهل بلده من أمور نحن أغنياء عن ذكرها، فلقيه أمير الفاسي المذكور، وهو صحبته، فباسطه بالكلام ووعده بالعطاء والافضال، فأطمعه ذلك إلى ان أتى به معه لقسنطينة وأنزله عنده وبقي عنده مدة.
أول ما ابتدأ نزوله استأذن علي للتسليم فأذنت له ورحبت به وأوسعت له المجال، فرأيت من حذقه(4) ووطي جانبه وتواضعه وحلاوة منطقه ما أطمعني في / 193 ارجوعه لله ووقوفه ببابه، فندبته إلى مجانبة الظلمة ومباعدتهم فلم أر إلا خيرا، وطلب العاء وأفصح بأنه قصد الزيارة، ثم جرى من الكلام ما سألني عن قوله تعالى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء)(5)، فأجبته بما تيسر، ثم إنه لم (1) لم يذكر تاريخ وفاته 2) ذكر لي الأستاذ علي أمقران السحنوني أن والده أخبره أن (العبابسة) هم المعروفون أيضا بأولاد سبع ال بلة في منطقة رأس الواد على الطريق الرابط بين قستطيتة والجزائر، وبالضبط بين سطيف والعلمة 3) يقصد المؤلف بالحاضرة مدينة قسنطينة.
(4) في الأصل حدقه.
(5) سورة (هود) الآية 107.
Shafi da ba'a sani ba