157

Manshur Hidaya

Nau'ikan

22 اهيع الشرع وطريقه، فلا يرفع لهم بها وزنا ولا تنفعهم بنافعة ما داموا على بدعتهم وضلالتهم. وقد تقدم كثير من هذا فراجعه.

اوأما دعوى محبتهم لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم تسليما - فهي دعوى اخالية عن دليل لأن من أحب شخصا أحب ما يحب وكره ما يكره، كذا جاء في الخبر اعنه - صلى الله عليه وسلم تسليما - فما أكذب قوما يدعون محبته وهم يعطون الاذن الصماء المن آمرهم باتباع سنته صلى الله عليه وسلم تسليما، وربما يصرحون االمخالفة ولا يلوون على الأوامر ولا ينتهون بالنواهي . ولله در الحسن (1) - رضي الل ه اع نه - حيث قال : لا يغرنك قول من يقول المرء مع من أحب فإنك لن تلحق الأبرار إلا اع لم واتباع سنتهم، فإن اليهود أحبوا موسى - عليه السلام - وليسوا معه إذ لم يتبعوه اوأهل البدع يحبون أنبياءهم وليسوا معهم بل كذبوا في محبتهم، ولقد أحسن من قال: يدعي حب النبي ولم يكن بطريقه متمسكا فهو كاذب اوقد قدمنا حديث من أحب شخصا أحب ما يحب وكره ما يكره. وأما صلاتهم اعليه صلى الله عليه وسلم تسليما فهي مقبولة قطعا بالنسبة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما - من البر والفاجر، وأما بالنسبة إليهم فهي كسائر الأعمال ل ووقد قدمنا أن الأعمال لا تقبل منهم ما داموا على بدعتهم.

اأما رجاء الشفاعة فقد سبق في الحديث الشريف أنهم ليسوا من أهل الشفاعة الا أن يتوبوا، وقد تقدم بسط ذلك وتقريره فراجعه. فإن قالوا: أوضع لنا من العلامات اما نستدل به على أهل البدع من غيرهم، قلنا أمرهم أوضح من أن يوضح، وقد / 1226.

القدمنا أن معيار الشرع في أهل الخير الاتباع للسنة والوقوف على حدود الشرع الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة(3) الدنيا وفي الآخرة) . فإذا رأيت المرء امواظبا(4) على الطاعات مجتنيا للنواهي رافعا همته عن المتشابه، لسانه رطب بذكر الله اتبعا للمندوبات بعد إحكام الواجبات، ومتجافيا عن المكروهات بعد الفرار من (1) لعله يقصد الحسن بن بسار البصري، إمام اهل البصرة. وهو من مواليد المدينة ومن كبار العلما والنساك. توفي بالبصرة سنة 115، الأعلام 242/2 (2) في الأصل (الحيات).

(3) سورة (يوتس) الآية (64) .

(4) في الأصل (مواضبا).

Shafi da ba'a sani ba