ابه ولا تميل نفسه إلى هواهم ولا ترتع بساحة ضلالتهم، فما المانع من مجالستهم اوأخذ أموالهم والأكل من طعامهم وأي درك في ذلك خصوصا مع استسخاري بهم اقلنا هذا رجل غره سراب الطمع فحسبه ماء فوقع في مهواة (1) لا قعر لها، أهلكته اهواته مع الهالكين وخسر مع الخاسرين. آلم يسمع قوله تعالى: وإذ أخذ الله يثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به امنأ قليلا فبئس ما يشترون )(3) وقد قال صلى الله عليه وسلم تسليما: "إذا ظهرت الدعة وسكت العالم فعليه لعنة الله". وأي ذنب أعظم من المداهتة على عرض النيا وكذلك الجاه الذي يناله منهم؟ فقد باء بخزي عظيم وهو من اشترى الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين )(3) اولقد أفتى بعض العلماء الفاسيين - رضي الله عنهم - بأن من جلس معهم أو اش معهم أو تعلم منهم أو أكل معهم أو حضر في مجلسهم فقد نقض الإسلام عروة اعروة، قال : وكان أهل السنة وأهل الشرع وأهل الورع إذا نظروا إليهم يثبون منهم كوتب البعير إذا انحل عقاله، فإن قالوا / : للقوم نية خالصة في عبادتهم وأفعالهم مع نهم يعحبون التبي - صلى الله عليه وسلم تسليما - ويصلون عليه ويرجون منه الشفاعة، والأعمال بالنيات "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم"(4)، هذا مع ما لهم من الحب في النبي - صلى الله عليه وسلم تسليما - والمر امع من أحب. قلنا: هذا زعم لم يصحبه عمل ولا يتبعه إلا من طرد وخذل، أما اما زعموا من نية التقرب، فقد كان هذا لمن قبلهم ممن آخبر الله عنهم {ما نعبدهم إلا اليقربونا إلى الله زلفى )(5)، أرأيت نية تقربهم بعبادتهم لمن عبدوه نافعة لهم؟ بل هي ل ال ا ا ا ا ل ل (1) في الأصل (مهوات).
(2) سورة (ال عمران) الآية (187) .
3) سورة (البقرة) الآية 12.
4) الحديث هكذا: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأقوالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) . - من إفاد الشيخ التليلي .
5) سورة (الزمر) الآية (3) .
Shafi da ba'a sani ba