آَسَفُونَا اِنتَقَمنا مِنهُم (، يخبر أنه: لما اشتد غضبى عليهم تلهب فطار اللهب فحلت النقمة بفرعون وقومه.
فإنما نادى يوسف ﵇ ذلك الأسف عند اشتداد حريق الرأفة.. ألا ترى أنه لما نادى الأسف نداء الندبة بهذه الياء - حكى الله عند ندائه:) وَابيَضَت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ فَهُو كَظيم (. وذلك أنه لما هاج اللهب منه لم يقل منه:) يا يوسفاه (؛ لأنه وجد يوسف ﵇ مرتهنا بحكم الله بشيء قد سلف من يعقوب ﵇ مستورا عن الخلق، ثم صار ظاهرا.. حدثنا عبد الله بن أبى زياد، حدثنا عبد الله بن أبى سميط ابن عجلان، قال: سمعت أبى يقول: بلغنا أن يعقوب ﵇ قال له ربه: أتشكونى؟! فوعزتى لا أكشف ما بك حتى تدعونى. فقال عند ذلك:) إِنّما أَشكُو بَثَى وَحُزنِى إِلَى الله (، فقال له جبريل ﵇: الله أعلم بما تشكو يا يعقوب. وإنما قال ذلك من قبل لما قيل له: ما الذى أذهب بصرك؟ قال: حزنى على يوسف، فقيل: فما الذى قوس ظهرك؟ قال: حزنى على أخيه. فأوحى الله تعالى إليه: أتشكونى؟! فوعزتى لا أكشف ما بك حتى تدعونى. فقال عند ذلك:) إِنّما أَشكو بَثَى وَحُزنِى إِلى الله)؛ فأوحى الله إليه: وعزتى لو كانا ميتين لأحييتهما لك حتى تنظر إليهما، وإنما وجدت عليكم أنكم ذبحتم شاة، فقام عليكم مسكين، فلم تطعموه منها شيئًا، فأن أحب خلقى الأنبياء، ثم المساكين، فاصنع طعاما
1 / 76