263

Littafin Manazir

كتاب المناظر

Nau'ikan

[13] فأما أن صورة المبصر الذي يتكرر إدراك البصرله تكون أثبت في النفس وفي التخيل من صورة المبصر الذي لم يتكرر إدراك البصر له فإن ذلك لأن النفس إذا ورد عليها معنى من المعاني حصلت صورة ذلك المعنى في النفس. فإذا تمادى الزمان على ذلك المعنى ولم يعد مرة ثانية على النفس ربما أنسيت النفس ذلك المعنى أو أنسيت بعض المعاني التي فيه. فإذا عاد ذلك المعنى على النفس قبل نسيانه وقبل نسيان المعاني التي فيه أو جمهورها تجددت صورة ذلك المعنى في النفس، فذكرت النفس بالصورة الثانية الصورة الأولى وقرب عهد النفس بذلك المعنى من الصورة الثانية. فإذا تكرر ورود المعنى على النفس مرات كثيرة كانت النفس لذلك المعنى أذكر وبه آنس وكان ذلك المعنى أثبت في النفس .

[14] وأيضا فإنه في أول مرة يرد المعنى على النفس أو ترد صورة المبصر على النفس ربما لم تدرك النفس جميع المعاني التي في تلك الصورة ولم تتحققها وأدركت بعض المعاني التي فيها، فإذا عادت الصورة مرة ثانية أدركت النفس منها ما لم تكن أدركته في المرة الأولى. وكلما تكررت الصورة على النفس ظهر منها ما لم يكن ظهر إذا لم يكن ظهر فيها جميع المعاني التي فيها في أول مرة. وإذا أدركت النفس من الصورة دقائق معانيها وجميع ما فيها وتحققت صورتها كانت أبين في النفس وأثبت في التخيل من الصورة التي لم تدرك النفس جميع المعاني التي فيها ولم تتحقق صورتها. وإذا أدركت النفس من الصورة جميع المعاني التي فيها في أول مرة ثم تكرر ورود الصورة عليها، ولم تدرك فيها بعد المرة الأولى معنى زائدا تحققت أن الذي أدركته في أول مرة هو حقيقة صورتها. والصورة المتحققة المتيقنة تكون أثبت في النفس وفي التخيل من الصورة الغير محققة. فصورة المبصر إذا تكرر إدراك البصر ها تحققت صورتها عند النفس وفي التخيل، وتكون النفس بكثرة تكرر الصورة أذكر للصورة وآنس بها، وبتحقق الصورة وذكر النفس لها يكون ثبوت الصورة في النفس وفي التخيل. فلذلك تكون الصورة المتكررة على البصر أثبت في النفس وفي التخيل من الصورة التي لم يكثر إدراك البصر لها.

Shafi 324