ما يطربُ. وعليه بناء جمع الكتاب.
فصل
البلاغة ووصف الكلام الحسن
ليس لواحد من الوصف المطرب للكلام المعجب ما للصاحب أبي القاسم بن عباد وقد كتبت المختار. فمن مختار ذلك: " ألفاظ كغمزات الألحاظ، ومعان كأنها قلب عان. استعارت حلاوة العتاب بين الأحباب، واسترقت تشاكي العشاق يوم الفراق. وألفاظ لها من الهواء رقته، ومن الماء سلاسته، ومن سحر نفثتُهُ. ومن الشهد حلاوته. كلام كبُرد الشباب، وبَرد الشراب. كلام يهدي إلى القلوب روح الوصال، ويهب على النفوس هبوب الشَّمال. ألفاظ حسبتها لرقتها منسوخة من صحيفة الصبا، وظننتها لسلاستها مكتوبة من إملاء الهوى. كلام كما هب نسيم السحر، على صفحات الزهر، ولذ طعم الكرى بعد برح السهر. كلام يقطر صرفًا، ويمزج الراح لطفًا، كلام
1 / 10