Majmuc
مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام
Nau'ikan
الأولى: [في] الكلام في البعث على الجملة، وذلك لأن جميع فرق الكفار والزنادقة استبعدوا واستعظموا أن يعود الإنسان حيا بعد كونه ترابا، قال الله سبحانه: {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب(2) أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد(3)}...إلى قوله سبحانه: {كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود(12) وعاد وفرعون وإخوان لوط(13) وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد(14) أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد(15)} [ق] ، ومما علم سبحانه أنبياءه من الأدلة وأمرهم أن يحتجوا بها على أممهم، أربع دلالات لكل دلالة طريق من سلكه انتهى به إلى العلم اليقين:
الأولى: دلالة المبدأ على المعاد، نحو قوله سبحانه: {ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاوترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج(5) ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير(6) وأن الساعة ءاتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور(7)} [الحج]
ووجه الإستدلال بهذه الآية: من وجهين:
أحدهما: أنه لما كان لا يحسن الكلام مع الكفار في البعث قبل الكلام في إثبات الصانع القادر نبههم على النظر في كونهم مخلوقين خلقا بعد خلق، ليستدلوا بذلك على أن لهم صانعا أوجدهم بعد عدمهم، وكثرهم بعد قلتهم، وأحياهم بعد موتهم.
والوجه الثاني: تنبيهه سبحانه لهم على أن الذي خلق أولهم من تراب في الإبتداء يقدر أن يعيدهم أحياء بعد كونهم ترابا، ونظائر هذا كثير، نحو قوله سبحانه: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم(78) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم(79)} [يس].
Shafi 92