فنسأل الله التوفيق في ذلك بمنه، ونعوذ بالله من خذلانه، ونسأله التسديد بعونه، فإنه لا يوفق إلا من هداه، ولا يصيب الرشد إلا من خافه واتقاه، ألا ورحم الله عبدا حذر على نفسه من الدنيا، فإن محنتها أصل كل فتنة، والركون إليها أول كل محنة، تصد من أحبها عن ذكر الرحمن، وتشغل من نالها عن الخشوع والإيمان، وتدعو إلى طاعة الشيطان، فكل ما قضى من حوائجها حاجة طاشت به إلى أخرى، وأعقبته عند الله فقرا، فهو عن الموت غافل مغرور، وبلهوها جذل مسرور، وعن الله ذاهل مغمور، فهي تقوده إلى النار والعذاب، وتبعده عن رب الأرباب، فهو من الموت على ميعاد، وهي إلى تصرم ونفاد.
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا في قليل حياتنا، وأن يحضرنا عفوه عند وفاتنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من عرفه حق معرفته، وأيقن به، وتخضع لعبوديته، ورجاء عفوه عما سلف من خطيئته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفوته من بريته، شهادة من صدق بنبوته، وتقرب إلى الله بمحبته، واشتاق إلى لقائه ورؤيته، وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، شهادة أرجو بها عفوه يوم النشور، وأشهد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه كان خير البرية بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم، وأشهد بإمامة ولديه الحسن والحسين ابني رسول الله الفاضلين، وأشهد أن الإمامة من بعدهما فيمن طاب من ذريتهما، وسار سيرتهما واحتذا بحذوهما، واقتدى في دينه بهما، اللهم يا مولاي فاكتبني بذلك مع الشاهدين، واشهد علي بالبراءة من الجاحدين، ووفقني لسبيل الراشدين، واسلك في طريق المهتدين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على مولاي وسيدي خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين، وعلى موالي وسادتي أهل بيته الطاهرين، الأخيار الأبرار الصادقين.
Shafi 98