Tabarmar Aflatun
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
Nau'ikan
لو كانت الحكمة كالماء تفيض من وعاء مملوء إلى وعاء خلو منها حتى يستوي نصيبا الوعاءين، إذا لعددت نفسي أسعد الناس حالا بمجالستك؛ لأنك كنت تملأ وعائي حكمة وعلما؛ لأن حكمتي غامضة مبهمة، وهي أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة؛ أما حكمتك فمتألقة وقد جزيت عنها بما تستحق من التكريم، وقد فقت وأنت لا تزال فتيا الشيوخ في الفضل والأدب، وانبعثت أنوارهما منك، فكنت منبثقا لنور لا تدركه ظلمة، وقد شهد بذلك أمس ثلاثون ألفا من الإغريق.
أجاثون:
أنت تسخر مني يا سقراط، وعما قليل سنحتكم في فض هذا النزاع الفلسفي إلى باكوس إله الخمر؛ أما الآن فبادر إلى تناول ما تسد به رمقك!
وبعد أن فرغ سقراط وصحبه من تناول الطعام واتكئوا على وسائدهم وذرابيهم المبثوثة، وصبت السكائب، وأنشدت الأغاني للإله، وأقيمت سائر الرسوم والشعائر المعروفة، أخذ الجماعة يشربون الخمور المعتقة، ويحيون شريعة باكوس، فتقدم بوسانياس بهذا الرأي.
بوسانياس:
أي الطرق أحب إلى قلوبنا في معاقرة الخمر؟ لا أخفي عليكم أنني لا أزال مريضا من أثر النبيذ الذي شربناه أمس، وأشعر من نفسي بحاجة إلى هدنة، وأحسبكم جميعا كذلك ؛ لأن هذا المجلس كان يضمنا جميعا، فانظروا في أمرنا كيف نشرب في ليلتنا هذه بحيث تبهجنا النشوة ولا يزعجنا الخمار.
أريسطوفانيس:
نعم الرأي رأيك يا بوسانياس! فخير لنا أن نمزج كميت الكئوس بماء الاعتدال؛ فإنني كنت ممن غلبهم باكوس على أمرهم، فأغرقني هذا الإله القاسي في جرعة لبهيمة!
أريكسماكوس:
إنني على رأيكما، وأريد أن أعلم هل ينوي أجاثون أن يعيد الكرة الليلة؟
Shafi da ba'a sani ba