============================================================
مقدمة المصحح/م31 حروف القرآن: "والأشعري قال: إن الحروف محدثة والأمر قديم، والمعتزلي قال: إن الحروف والأمر محدثة؛ وكل ذلك خبط ورمي في عماية: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يشتنبطونه منهم".1"2 وعن كلام المتكلمين في توجيه إنزال القرآن وتنزيل الكتاب، يذكر رأي الأشاعرة ثما ر أي المعتزلة، ثم رأي الكرامية ويقول عنه آنه "أشنع وأفحش"، نم يعلق على أقوالهم: "فأين كلام السلف الصالحين وأين ذلك الكتاب الذي هو هذى للمتقين"3 وأمثال ذلك كثير من المواضع التي يرد فيه على الأشاعرة كما يرد على سائر المتكلمين.
الثاني: من أسباب ما توجه إليه من اتهام هو إيمانه بوجوب الرجوع إلى علي وأل بيت رسول الله -عليهم اللام - في تلقي أصول الدين وفروعه، وإيمانه بوجود أسرار تستطيع أن تكون مفاتيح حل كل ما أشكل على الحكماء والمتكلمين المسلمين، وسنذكر ذلك عند حديثنا عن "مفاتيح الأسرار" في تفسير الشهرستاني.
الثالث: من أسباب اتهامه ترديده بعض العبارات الموهمة بالغلو؛ ففى هذا التفسير يقف الشهرستاني عند قوله سبحانه (وإذقلنا للملائكة اشجدوا لآدم)4 ويذكر آراء المفسرين الذين أولوا السجود لآدم بمعان مختلفة كي لايقع السجود لغير الله سبحانه، ثم يقول في الأسرار: "قمالهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا فيتحيرون في السجود لآدم كيف كان، و على أي تأويل كان، ولايعلمون أن السجود لآدم -عليه اللام - سجود لله: بل السجود لله مالم يقترن بالسجود لآدم لم يكن سجودا لله، كما أن كلمة لا إله إلا الله مالم تقترن بكلمة محمد رسول الله لم تكن كلمة الشهادة والإخلاص"." و في عبارة سابقة يتجاوز هذا الحد، فيذكر أن الأرض لاتخلو من عباد الله المخلصين الذين اصطفاهم الله تعالى وقربهم وادناهم، ويقول عن هؤلاء أيضا: "أن السجود لهم سجود لله".
ولابد من تأويل هذه العبادات لكي تنسجم مع اتجاه الشهرستاني في إخلاص العبودية 3 الورفة60 ب.
2. الورقة 150.
4 البقرة /34.
5. الورقة 1112.
ليتهنل
Shafi 31