============================================================
30م /مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار الأول: اتجاهه النقدي للمذاهب الكلامية الاسلامية وعدم التزامه بالتوجه الأشعري السائد في زمانه. فالرجل توفرت فيه مؤهلات ذاتية واكتسابية جعلته يبحث عن الحقيقة بمعزل عن التقليد.
ويظهر أنه اتجه في بداية حياته العلمية إلى الفلسفة، وهو اتجاه فيه لون من التحدي؛ لأن الجو الذي عاش فيه تأثير بالموجة التى قادها الغزالي (ت 505ه) على الفلسفة المشائية مثلة في ابن سينا؛ ولعل عبارة الخوارزمي: "فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذب عغهم" تشير إلى هذه الفترة من حياة ابي الفتح.
ييدو من مؤلفاته الموجودة -خاصة نهاية الاقدام ومصارعة الفلاسفة - أنه تعمق في الفلسفة واستوعبها واضاف إليها حتى عده بعض المعاصرين بأنه "آخر فيلسوف عظيم قبل ابن رشد" وكان "ذا أصالة فكرية"1.
م حدث التحول عند الشهرستاني حين تتلمذه على يد ابى القاسم الأنصاري. فهذا الأستاذكان ملتزما بمبداين تأتتر بهما تلميذه: عدم زج العقل في ما يقصر عن دركه، وفهم الدين وفق أسرار أهل بيت رسول الله.
بشأن المبدأ الأول يقول الشهرستاني: "وكثيرا ماكنا نراجع أستاذنا وإمامنا ناصر السنة، صاحب الغنية وشرح الايرشاد أبا القاسم سليمان بن ناصر الأنصاري في المسألة (مسألة قدم العالم أو حدوثه) فيتكلم عليها، ومايزيد فيها على أن إتبات وجه فاعلية الباري سبحانه مما يقصر عن دركه عقول العقلاء"2 وبالنسبة إلى المبدأ الثاني الذي أخذه أبو الفتح عن أستاذه فهو يمثل قاعدة مدرسته الفكرية؛ وسنتحدث عنه في مفاتيح أسرار الشهرستاني.
استنادا إلى هذين المبدأين وجه الشهرستاني نقدا عنيفا إلى الفلاسفة والمتكلمين في مسائل الخالق والخلق والنبوة في كتبه ورسائله ومجالسه ، وخيل لمعظم من ترجم له أو كتب عنه أن أبا الفتح إنما فعل ذلك دفاعا عن المذهب الأشعري، لكنه يصرح في مفاتيحا الاسرار ومصابيح الأبرار آن الأشاعرة والمعتزلة كلاهما وفعا في خبط وعماية. يقول في 1. ولبم تيورتن في مقدمته الألمانية لكتاب نهاية الاقدام. ط1، ص 10-9.
2. نهاية الاقدام:38.
ليتهنل
Shafi 30