كما شف من دون الزجاجة مسكر
ولا عيب فيها غير سحر جفونها
وأحبب بها سحارة حين تسحر
إذا جردت من بردها فهي عبلة
وإن جردت ألحاظها فهي عنتر
ومع حلاوة هذا الشعر فإنا لا نفهم جيدا كيف يؤنث الجفن ويذكر اللحظ، ولعله يريد فتور الجفن، وفتك اللحظ، والجمع المكسر في البيت الثاني فيه إشارة لطيفة. وقوله:
يشف وراء المشرفية خدها
كما شف من دون الزجاجة مسكر
فيه معنى جميل، و«المشرفية» هي اللثام، ولم أرها عند غير ابن نباتة، وهي كلمة مولدة، والبيت الأخير فيه تلاعب بالألفاظ، ولكنه مع ذلك مقبول.
وابن نباتة مغرم بأمثال هذه الألاعيب اللفظية، ونراه يقول في هذه القصيدة وهو يصف الناقة التي حملته إلى أرض الحجاز حيث قبر الرسول:
Shafi da ba'a sani ba