نموجه المأمون إليه غسان بن عباد(1) فى اثنى عشر ألف رجل من الجند ، وأمره اذا قرب منه أن يهول عليه ويكاتبه ، ويعرض عليه الأمان . فإن أذعن له أعطاه أمانا يخط أمير المؤمنين ، وإن أبى ولاه السند وخلع عليه وضمنه خراجها وانصرف . فشخص غسان بن عباد حتى إذا قارب السند ، كاتب رؤساء السند معلم كل واحد منهم أن ولاية السند له إن انصرف عنها بشر ، ويأمرهم بالتنكر بشر واظهار معاندته . فلما أجابوه إلى ماأراد ، كتب إلى بشر ؛ أما بعد ، فقد جرى أسلافك وجريت بعدهم في الطاعة إلى غاية وجبت بها حقوقكم » وشهر بها صفاء نيتكم ، وفضلت بها منزلتكم . ولم يعر من الخطأالأنبياء المنتخبون ولا الأصفياء المقربون ، بل وصفهم جل ثناؤه في كتابه وأخبر عن محبته إياهم ، فقال : ( إن الله تحب التوابين ويحب المتطهرين (2)) وقد وجهنى أمير المؤمنين في جيوش لا يرى طرفها كثرة ، وأمرتى بعرض الأمان عليك لنفسك ومن اتصل بك من أهلك وحاشيتك على أنفسهم ، وجميع ماحوته أنديكم، وكتب بذلك كتابا بخطه . فإن قبلته أصبت رشدك وربئت1 مامضى عليه أوائلك . وإلا فتعرف نواصى الخيل سائلة عنك ومحيطة بعقوبتك ، واطئة عقر حريمك . وأية حال عند ذلك حالك إلا حال العاض على أنامله غيظا والقارع لسنه ندما ؟ . وكأنى بك وقد واثبك الموتور وصاف (1) عنك
Shafi 61