حكى أن قتيبة بن مسلم الباهلى (1) ، حارب أهل سمرقند والشاش (3) ، قد زحفوا إليه . فبعث إلى الرساتيق فحمل شرابا كثيرا إلى عسكره ، وأظهر انه يولم على تزويج ابنه في يوم كذا ولمة عظيمة ، وبعث قوما من قبله مستأمنة(3) إلى أهل سمرقند والشاش فقالوا لهم : إن قتيبة عزم على أن يولم على لزويج ابنه يوم كذا ، وقد بلغكم ما حمل إليه من الشراب وأصحاب الملاهى ، وما هيأ من الطعام ، فقالوا : قد بلغنا ذلك . قالت المستأمنة لهم : فاتنهزوا الفرصة فى ليلة كذا ببياته (1) ، فإنه وأصحابه سيسكرون فى هذه الليلة فلا يكون كثرهم حراك.
فطمع أهل سمرقند والشاش وهم معسكرون منهم على مرحلة ، في قتيبة أصحابه . فلما علم أنهم قد طمعوا فيه ، عمل وليمة عظيمة ومنع أصحابه الشراب . حتى إذا أمسىا ، خرج فى ألف فارس من أصحابه ، فكمنوا في روابي على طريق عدوه للبيات . وحاء القوم لبيات قتيبة فلما مروا يه ، خرج عليهم من ظهورهم فقطعهم وقتل أكثرهم . ثم رجع إلى عسكرهم ، فظن أهل العسكر أن قتيبة وأصحابه أصحابهم ، فلم يتحرزوا منهم ، فقتل أكثرهم .
Shafi 46