153

طال فساده وعسر داؤه11) . واستظهرت عليه العشرة بكثرة العدة والعتاد والعدد والمال . فكاتب ذو يزن رجلا من ولاته في أطراف ملكه عظيما قوى السلطان منيع المكان . فشكا إليه ذو يزن ما يقاسى من هؤلاء العشرة وما حل بإخوته منهم، وأنه لا يأمنهم على نفسه ، وسأله أن ينجده على صلاح ملكه . فكتب ليه عامله أن الرأى فيما يحاول ، أن ينسل سرا حتى يصير إليه ، فيأمن على تنسه ، ثم يقع التدبير بعد ذلك.

فرج ذو يزن وقد كتم أمره جهده . ونذرت به العشرة فاتبعته فقتلته . م انكفأت راجعة إلى صنعاء لتملك رجلا من اهل الملك ، فوجدت جميع أهل) بيت الملك قد هربوا واستخفوا . فبقيت العشرة متحيرة بخاف أن ظهر ما صنعوا في النواحى ، ولم يقعدوا ملكا فتنتقض عليهم الأمور. فقال لهم رجل منهم : هل لكم في أمر تقرب فيه محبتكم وبه سلامتكم ؟ قالوا : نعم . قال : تصيرون جميعا إلى منزلى حتى أعرض عليكم رأيا عندى . فصاروا إلى منزله فقرب إليهم طعاما ، ثم قال : إنكم عاهدتم الله مرة بعد مرة ثم خنتم العهد وغدرتم بالإيمان وقتلتم الملوك وارتكبتم العظائم . والرأى عندى أن تتوبوا حميعا عما فعلتم إلى الله عز وجل وتستغفروه ، ثم تحكموا القضاء ، فتدلجوا (2) فى الليل إلى باب المدينة ، فأول من يخرج منها ، من كان ، وليتموه الملك . فركنوا إلى قوله ، وتحالفوا عليه .

ثم خرجوا في الليل إلى باب المدينة ، فأول من خرج عليهم رجل حبشى

Shafi 153