152

ح يما خاف . فاما علعوا أن الحال بين الأخوين قد فسدت ، قالوالذى بواس : ما لنا عندك إن كفيناك ما يخاف وبلغناك ما تحب ؟ قال : ماشىء مكننى من مجازاتكم إلا وهو قليل فما أرى لكم . قالوا له : فوثق لنا من نفسك يما نريد منك . قال : فوثقوا منه بشرائطهم ، وطلبوا غرة من ذي رعين وهو منغمس في لذاته ، راسب في غفلته ، حتى خلوا به في بعض : هه فقتلوه ، وأظهروا أنه شرق بشرايه (1) . وأخذوا ذا نواس فعقدوا التاج على رأسه . فلما ولى ذو يواس الملك ، أظهر من بر القواد العشرة وتقديمهم وتقليدهم أموره ما استفرغ ( فيه وسعه) (2) ، واستأسرته لذته وغمرته شهوته . فاستبدت العشرة بالأمر عليه وأبدوا الاستهانة به ، ثم تمادى ذلك هم على ممر الأيام ، حتى أحوج ذا نواس إلى منا كرتهم ويجهمهم وإظهار الشنآن (2) لهم . ورام الاستبدال بهم ، وغرس صنائع يجددهم فى مواضعهم . وكاتب أهل الأقاصى من ملكه بما هم به فيهم . فظفروا بكتبه وعلموا ما في فنسه ، فدسوا له بعض ثقات خدامه وأرغبوه في المال فسمه وقتله .

فولى ذو يزن الملك . وكان أصلح إخوته مذهبا وأصحهم قريحة وأعزهم فسا . وقد رأى ما نال إخوته قبله ، فأشعره ذلك حزنا (1) ووجلا . فأجهد نفسه فى إصلاح ملكه . وخاف القواد العشرة عما جرت عليه عادتهم ، فسما لأمر

Shafi 152