وأما قول ( الامامية ( أنها ثبتت بالنص الجلى على علي وقول ( الزيدية الجارودية ( أنها بالنص الخفى عليه وقول ( الراوندية ( أنها بالنص على العباس فهذه أقوال ظاهرة الفساد عند أهل العلم والدين وإنما يدين بها إما جاهل وإما ظالم وكثير ممن يدين بها زنديق والتحقيق فى خلافة أبى بكر وهو الذي يدل عليه كلام أحمد أنها انعقدت باختيار الصحابة ومبايعتهم له وأن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر بوقوعها على سبيل الحمد لها والرضى بها وأنه أمر بطاعته وتفويض الأمر إليه وأنه دل الأمة وأرشدهم إلى بيعته فهذه الأوجه الثلاثة الخبر والأمر والارشاد ثابت من النبى صلى الله عليه وسلم
( فالأول ( كقوله ( رأيت كأنى على قليب أنزع منها فأتى بن أبى قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين ( الحديث وكقوله ( كأن ميزانا دلي من السماء إلى الأرض فوزنت بالأمة فرجحت ثم وزن عمر ( الحديث وكقوله ( إدعى لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبى بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدى ( ثم قال ( يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ( فهذا إخبار منه بأن الله والمؤمنون لا يعقدونها إلا لأبى بكر الذي هم بالنص عليه وكقوله ( أري الليلة رجل صالح كان أبا بكر نيط برسول الله ( الحديث وقوله ( خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم تصير ملكا (
Shafi 48