وأما الحديث النبوي ( السلطان ظل الله فى الأرض يأوى إليه كل ضعيف وملهوف ) وهذا صحيح فإن الظل مفتقر إلى آو وهو رفيق له مطابق له نوعا من المطابقة والآوى إلى الظل المكتنف بالمظل صاحب الظل فالسلطان عبد الله مخلوق مفتقر إليه لا يستغنى عنه طرفة عين وفيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معانى السؤدد والصمدية التى بها قوام الخلق ما يشبه أن يكون ظل الله فى الأرض وهو أقوى الأسباب التى بها يصلح أمور خلقه وعباده فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس وإذا فسد فسدت بحسب فساده ولا تفسد من كل وجه بل لابد من مصالح إذ هو ظل الله لكن الظل تارة يكون كاملا مانعا من جميع الأذى وتارة لايمنع الا بعض الأذى وأما إذا عدم الظل فسد الأمر كعدم سر الربوبية التى بها قيام الأمة الانسانية والله تعالى أعلم + 47 49 + وقال رحمه الله تعالى
فصل
حكا أصحابنا كالقاضى أبى يعلى وغيره عن الإمام أحمد فى خلافة أبى بكر هل ثبتت باختيار المسلمين له أو بالنص الخفى عن النبى صلى الله عليه وسلم أو البين
( أحدهما ( بالاختيار وهو قول جمهور العلماء والفقهاء وأهل الحديث والمتكلمين كالمعتزلة والأشعرية وغيرهم
و ( الثانية ( بالنص الخفي وهو قول طوائف أهل الحديث والمتكلمين ويروى عن الحسن البصرى وبعض أهل هذا القول يقولون بالنص الجلي
Shafi 47