والواقع أن في هذا القول جهلا كبيرا بالواقعية، فليست الواقعية نقلا للواقع، وإنما تحوير قصصي له، فالقصة تستلهم الحياة ولكنها لا تنقل عنها وتستشف ما وراء أحداثها من أعماق وأسرار.
تستطيع الحياة أن تؤلف كما تشاء، فهي لا تحتاج إلى قراء ولا يعنيها رأي النقاد في كثير أو قليل، إنها كما قال شوقي في مصاير الأيام:
وألقى رقابا إلى الضاربين
وضن بأخرى فلم تضرب
أراد لمن شاء رعي الجديب
وأنزل من شاء بالمخصب
وليس يبالي رضى المستريح
ولا ضجر الناقم المتعب
هذا هو دستور الحياة في أبنائها وفي قصصها ورواياتها.
أما القاص فلا بد له إذا ألقى رءوسا إلى الضاربين أن يمهد لهذا الحديث، ويجعله طبيعيا منطقيا داخلا في نسيج العمل الفني دون نفوذ ولا شذوذ.
Shafi da ba'a sani ba