يا سائلي عن غناه
من ذاك كان غناه
إن كان ذاك نبيا
فالجا ثليق إله
فقهقه المتنبي وضرب الأرض برجليه، وقال: هدأ الله أنفسكم كما هدأتم نفسي، وأسعد بالكم كما أسعدتم بالي، أهذا كل شعركم؟ في الحق لقد رعبتموني أول الأمر حتى ظننت أن وراء تهديدكم نارا وصواعق من الشعر الذي أعرفه، والذي أدخره لأعدائي من الملوك، أما الآن وقد سمعت هذا الشعر الذي عمشت مقلتاه، واختلط فيه قفاه بغناه، فإني أستطيع أن أمد رجلي جذلان مرحا، وأن أعتقد أنني سأقضي في بغداد وقتا سعيدا أترقب فيه كل يوم ما يضحكني ويذهب بهمومي. رحم الله بغداد! ورحم الله شعراء بغداد! هنا كان النواسي، وهنا كان مسلم، وهنا كان ابن الرومي، وأنتم اليوم تلبسون ثيابهم؟ البسوها ما شئتم فرب ثوب يتبرأ من كتفي لابسه! أبقي في جرابكم شيء من السباب؟ إن كان فهاتوه فإني مصغ لكم مشغوف بشعركم، وإن لم يكن فاذهبوا لإعداد غيره.
لا تجسر الفصحاء تنشدها هنا
بيتا ولكني الهزبر الباسل
ما نال أهل الجاهلية كلهم
شعري، ولا سمعت بسحري بابل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
Shafi da ba'a sani ba