..........
وكقول الشاعر:
سقتني في ليل شبيه بشعرها
شبيهة خديها بغير رقيب
فما زلت في ليلين شعر وظلمة
وشمسين من خمر ووجه حبيب [1]
ومن الإطناب: التكميل، ويسمى الاحتراس، وهو أن يأتي بكلام يوهم خلاف المقصود، فيأتي بما يدفع ذلك الوهم، كقوله تعالى:
فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين (1) فإنه تعالى لو اقتصر على وصفهم بالذلة، لتوهم السامع أن ذلتهم لضعفهم، فاحترس عن ذلك الوهم، وكمل المعنى بقوله أعزة على الكافرين فعلم أن ذلتهم على المؤمنين لتواضعهم لا لضعفهم.
وكقول الشاعر:
لو أن غرة خاصمت شمس الضحى
بالحسن عند موقف لقضي لها (2)
احترس بقوله: عند موقف، عن القضاء بالجور، لأن غير الموقف
Shafi 17