..........
ضربين:
أحدهما: يفسد المعنى، كقول المتنبي:
ولا فضل فيها للشجاعة والندى
وصبر الفتى لولا لقاء شعوب (1)
فلفظ «الندى» فيه حشو يفسد المعنى، لأن معنى كلامه: لا فضل في الدنيا للشجاعة والندى والصبر لو لا الموت، وهذا المعنى صحيح في الشجاعة دون الندى، لأن الشجاع إذا علم أنه لا يموت لم يكن له فضل في الشجاعة، لأنه لا يخاف الموت، والجبان إنما يترك الشجاعة خوف الموت، كما قال ابن أبي الحديد في انهزام الأول والثاني [1] يوم خيبر، فإنه قال:
عذرتكما إن الحمام لمبغض
وإن بقاء النفس للنفس محبوب
ويكره طعم الموت والموت طالب
فكيف يلذ الموت والموت مطلوب (2)
ذكر أن انهزامهما إنما كان كراهة للموت، ولو علما أنهما لم يموتا لم ينهزما، وإنما يحصل الفضل بالشجاعة مع العلم بالموت والقدوم على أسبابه، كقول الحماسي:
Shafi 13