وفائدة وروده (1) في الكتاب العزيز الحث(2)على النظر وترك
التقليد ؛ إذ لو ورد كله محكما لما احتاج إلى كلفة وزيادة الثواب بمشقته ، إذ هو على قدرها مع اعتبار الموقع ، وزيادة الحيطة والضبط ، فإن الحاصل بعد الطلب أعز من المنساق بلا تعب ، وإرادة إصغاء الكفار إلى سماعه حتى يحصل لهم البيان ، وتلزمهم الحجة لله تعالى ، لأنهم لما سمعوا المحكم أعرضوا عن سماعه كما حكى الله تعالى عنهم بقوله ?وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه? [فصلت 26]فأنزل الله تعالى المتشابه فأصغوا إلى سماعه طلبا للطعن فيه فلم يجدوا ، فلزمتهم الحجة عند ذلك.
[شروط الإستدلال بالكتاب]
واعلم ؛ أن للاستدلال بالكتاب العزيز في الجملة شروطا :(3)
أحدهما : أن يعلم المستدل أن الخطاب له لا يقع على وجه يقبح كالإخبار بالكذب ، والأمر بالقبيح ، والنهي عن الحسن ، لأن تجويز ذلك يسد باب الثقة بخطابة.
Shafi 62