(وا) علم أن في القرآن محكما ومتشابها قال تعالى ?منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات?[ آل عمران آية 7] أي المحكمات أصل الكتاب ، بمعنى أن المتشابه يرد إليها ، فا(لمحكم) لغة : المتقن ؛ لأن الإحكام الإتقان فالقرآن بهذا المعنى كله محكم لإتقانه في حسن نظمه وترتيبه وفي البلاغة ،قال تعالى ?كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خيبر?[هود آية 1] ، وعليه يحمل القول بأنه محكم كله. واصطلاحا :(ما اتضح معناه) فلم يخف سواء كان نصا جلياكقوله تعالى ?ولا تقربوا الزنى?[الإسرى 32]، أو ظاهرا كدلالة العموم في رأي ، أو مفهوما كدلالة ?فلا تقل لهما أف?[ الإسرى23] على تحريم الضرب ، ومنه في الأظهر ما قرينته ضرورية مستندة إلى العقل بلا واسطة نحو ?تدمر كل شيء بأمر ربها?[الأحقاف25] أو جليه نحو ?واسأل القرية ?[الأعراف/163 ]
(والمتشابهة) لغة : ما يشبه بعضه بعضا ، وبهذا المعنى يكون القرآن كله متشابها ، لأنه يشبه بعضه بعضا في البلاغة والإتقان ، وفي تصديق بعضه بعضا ، قال تعالى ?الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها?[ الزمر23] ، وعليه يحمل القول بأنه متشابه كله. واصطلاحا : (مقابلة) أي المحكم ، فهو ما خفي معناه ، وذلك لأنه تعالى أوقع المتشابه مقابلا للمحكم ، فيجب أن يفسر بما يقابله كالآيات التي يخالف ظاهرها مقتضى العقل ويطابق القول بالجبر والتشبيه نحو قوله تعالى : ?أمرنا مترفيها?[الإسرى16]? ومكر الله?[آل عمران54]? الله يستهزئ بهم?[البقرة15] ويعلم تأويله الراسخ الثابت العقيدة لظهور واو الآية في العطف ، ولا يلزم منه أن يقول تعالى: ?آمنا به? [آل عمران 7] لقرينة العقل وعدم لزوم اشتراك المتعاطفين في جميع الأحكام كما في ?ويعقوب نافلة?[الأنبياء72] فنافلة حال من يعقوب فقط ، [*].
Shafi 61