ثم طهروا أبدانكم بالزكاة وحصنوا بها أموالكم عن التلف، واحفظوا نعم الله عليكم بالشكر والمواساة وأغيثوا المضطر، وفكوا العاني، واصفحوا عن الجاني، واتقوا مصارع البغي، وحاذروا المعاملات الفاسدة والبيوعات المحرمة، فإنه روي عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((إنما هلكت الأمم بما هلكت به وتهلك هذه الأمة بالربى ألا وإن من أربى الربا أن تزني في عرض أخيك)).
وإنا لنرجوا في كرم الله أن تكونوا لأملنا فيكم محققين، وعلى نصرت الشريعة كما أمركم الله معينين، وبالسلف الصالح في متابعة الأئمة مقتدين إن شاء الله تعالى.
هذا وقد أجابنا ولله الحمد والمنة إلى هذه الدعوة الميمونة عامة المسلمين، وأعيان أهل الدين من أهل هذه المذاهب، والتزموا نصرة التزام الفرض الواجب حين رأوا الدين معطلا والشرع مبدلا، والمنكرات ظاهرة غير مستورة، ونعمة الله مكفورة. والحمد لله ذاق الناس الآن حلاوة العدل في البر والبحر ، وأمنوا على أنفسهم وأموالهم والمنة لله في السهل والوعر، وجرت على الناس وفيهم ولهم أحكام الشريعة المطهرة في كل قطر، وعمرت معالم الدين الحنيف في كل بقع ومحى الله [25/أ] آثار الظلم في كل خفظ بلغته الدولة الإمامية، ورفع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
Shafi 66