وله -عليه السلام- من آخر دعوة إلى الجهات المتباعدة(1) لم أجد الكتاب كله فنقلت هذه لما فيها من الفائدة(2)، وأنتم تعلمون رعاكم الله أنا لم نقاتل هؤلاء إلا على ما قاتل عليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أولئك الذين قاتلهم، ولا سلكنا إلا سنته ولا اهتدينا إلا بهديه، ولا اتبعنا إلا سبيله، ولا ائتممنا(3) إلا به وأعداؤنا هؤلاء لا يقتدون إلا بأعداء علي بن أبي طالب ولا سلكوا إلا سبيلهم، ولا قصدوا إلا وجهتهم، ولا نسكوا إلا منسكهم، بل المعلوم لكل عاقل أن يظهر هؤلاء بالمعاصي ربهم وهتك حرم دينهم أعظم من أولئك الذين قال فيهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه(4): "لقد ضربت أنف هذا الأمر وعينه وقلبت ظهره وبطنه فلم أر لي إلا القتال أو الكفر، فإن أولئك إنما معظم معصيتهم وأكبر جرمهم بمعاداة أهل البيت والمحاربة لهم وهؤلاء ضموا إلى ذلك كل فاحشة وفجور وكل عمل قبيح منكور وكشفوا من محارم الله كل مستور، واستحلوا كل ما حظره الله على رؤوس الأشهاد من الزنا واللواط، وشرب الخمور، وسائر ما نهى الله عنه من الشرور، فأي مؤمن يؤمن بالله ورسوله ويرى لأهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حقا يدخره في الآخرة ليوم قفوله متقاعد عن نصرة العترة -عليهم السلام- أو يكون له نسب لا(5) يقطعه إليهم ومن يؤثرهم على نفسه ودينه، ويتبع منهم ما أعطاه الله تعالى من يقينه أو يرضي نبيهم لعباد الله المؤمنين وإنزالهم بمن ظفروا به أليم العذاب الشديد(6): {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد}[البروج:8-9].
Shafi 67